قضايا مشاهير التواصل بالسعودية

قضايا مشاهير التواصل بالسعودية

على مدار سنوات عديدة تطورت التكنولوجيا تطوراً سريعاً فظهرت وسائل التواصل الاجتماعية التي أصبحت كل يوم تلعب دُورًا متزايداً في أساليب التواصل بين البشر وبعضهم ولا يقتصر الأمر على التواصل الاجتماعي فقط بل أصبح لتلك الوسائل تأثيرا لا يخفى على أحد، وأصبحت تلك الوسائل هي مصدر لتوافر العلوم المختلفة وجميع وسائل التعلم بظهور منصات تعليمية عالمية وفرت كورسات من غالبية جامعات العالم، وبالإضافة إلى العلم والتعلم أصبحت تلك الوسائل هي مصدر لتحقيق الربح والثراء الفاحش للعديد، حيث يقومون بمشاركة فيديوهات مسجلة أو ما يسمى “باللايف” فيحصدون العديد من الأموال دون القيام بأي مجهود بدني ويطلق عليهم المؤثرين، أو بلغة العصر “الأنفلونسرز” فهم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن التكنولوجيا هي سلاح ذو حدين كما وفرت العلم ووسائل التعليم المختلفة وفرص العمل المختلفة، نتج عنها أيضاً ظهور الإباحية والإسفاف وانتشار الرذيلة في المجتمعات المختلفة وخاصة من مشاهير التواصل الاجتماعي “الأنفلونسرز”، ولم تكن المملكة العربية السعودية بعيدة عن التأثير السلبي لمشاهير التواصل الاجتماعي، وحتى تحافظ على المجتمع وتحمى قيمه قامت بمحاسبة هؤلاء المشاهير على أعمالهم الغير المشروعة .



أولاً:- المقصود بوسائل التواصل الاجتماعي


وسائل التواصل الاجتماعي هي منصات على الإنترنت أو على الهاتف المحمول تتيح تفاعل ثنائي الاتجاه من خلال مجموعة من المحتويات التي ينتجها المستخدمون أنفسهم، وبالإضافة إلى التواصل بين المستخدمين وبعضهم، فوسائل التواصل الاجتماعي لا تعد كوسائل الإعلام التقليدية التي لا تخرج إلا من مصدر واحد أو من موقع شبكي ثابت ولكن هي وسائل للتواصل عبر منصات صنعت خصيصاً لتتيح للمستخدمين إنتاج المحتويات بأنفسهم والتفاعل مع المعلومات والتعليق عليها ومع مصدر تلك المعلومات وتعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت كوسيط.



تتنوع وسائل التواصل الاجتماعي ولكن أشهرها هو ألفيس بوك Facebook، والانستغرام Instagram ولينكد إن Linked In، والسناب شات Snap chat ، والواتساب واليوتيوب والفيميو Vimeo، والبلوغز Blogs، وغيرها من وسائل التواصل الأخرى، ولكن أشهر تلك الوسائل هو فيسبوك وتويتر حيث أفادت شركة “فيس بوك” بأن عدد مستخدمي موقعها تجاوز مليار مستخدم نشط يومياً.



ثانياً:- مميزات وسلبيات وسائل التواص الاجتماعي

تعد لوسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المميزات كالاتي :-


هدف المواقع الاجتماعية هو خلق جو من التواصل الفعال في مجتمع افتراضي تقني بحيث يجمع مجموعة من الأشخاص من مناطق ودول عديدة مختلفة على موقع واحد بحيث تختلف وجهاتهم ومستوياتهم وألوانهم ولكن تتفق لغتهم التقنية.


الاجتماع بكون لأجل هدف التعارف والتعاون والتشاور لمجرد الترفيه وتكوين علاقات جديدة أو حب للاستطلاع والاكتشاف.


يعد الشخص في هذا المجتمع عضو فعال حيث إنه يرسل ويستقبل ويقرأ ويكتب ويشارك في المواقع.


يعد لوسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من السلبيات كالتالي:-

  • الانعزال في غرفة واحدة أمام الشاشة وعدم التفاعل مع العالم الحقيقي.
  • كثرة المكوث أمام تلك المواقع قد يؤدى إلى الانحراف الى مسارات غير سوية.
  • الوحدة وعدم الاختلاط بالآخرين مما ينتج عنها الأمراض النفسية.


ثالثاً:- القضايا الخاصة بمشاهير التواصل الاجتماعي


بسبب أنتشار وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح الغالبية لهم حسابات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعاتهم ظهر مشاهير وسائل التواص الاجتماعي ولكن البعض منهم يرتكب جرائم لا بد من العقاب عليها، فعلى سبيل المثال قام شاب شهير على السناب شات بالسب والسخرية من احدى اللهجات التي تخص احدى الدول الصديقة، فقامت السلطات السعودية القبض عليه بتهمة بث الفتنة بين السعودية والدولة الأخرى.



قامت هيئة الإعلام المرئي والمسموع بفرض مجموعة من العقوبات التي تتجاوز ثلاثة ملايين ريال بحق مجموعة من مشاهير التواصل الاجتماعي وهذا بسبب مخالفاتهم للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا أثناء إقامة حفل للترويج لمنتج تجميلي بالإضافة إلى تغريم الشركة التجارية مبلغ قدره (400.000) اربعمائة الف ريال سعودي لمخالفتهم نصوص لائحة مواجهة فيروس كورنا

.

وفي قضية أخرى لمشاهير التواصل الاجتماعي تم خلال الفترة السابقة بإقامة بعض المشاهير لحفل خادش للحياء وقاموا برفع فيديوهات مسجلة للحفل على مواقعهم بالرغم لما تحتويه من مقاطع مخلة بالحياء وتمس الآداب العامة وظهور مجموعة من الراقصات في الحفل وقامت النيابة العامة بالقبض على المشاركين في الحفل ومعاقبتهم بتهمة جريمة المساس بالقيم والآداب العام في المملكة العربية السعودية وهذا طبقاً للمادة (6) من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/ 17) بتاريخ 8/ 3/ 1428 هجرياً، حيث نصت على “يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية:



إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي.


إنشاء موقع على الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو نشره، للإتجار في الجنس البشري، أو تسهيل التعامل به.


إنشاء المواد والبيانات المتعلقة بالشبكات الإباحية، أو أنشطة الميسر المخلة بالآداب العامة أو نشرها أو ترويجها.


إنشاء موقع على الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو نشره، للإتجار بالمخدرات، أو المؤثرات العقلية، أو ترويجها، أو طرق تعاطيها، أو تسهيل التعامل بها.


ويجوز تضمين الحكم الصادر بتحديد العقوبة النص على نشر ملخصه على نفقة المحكوم عليه في صحيفة أو أكثر من الصحف المحلية أو في أي وسيلة أخرى مناسبة، وذلك بحسب نوع الجريمة المرتكبة، وجسامتها، وتأثيرها، على أن يكون النشر بعد اكتساب الحكم الصفة النهائية “
لم يقتصر الأمر على المملكة العربية السعودية فقط، ففي جمهورية مصر العربية خلال الشهر الماضي انتشرت قضية في غاية الخطورة حيث قامت فتاة تعد من مشاهير التواصل الاجتماعي على برنامج التيك توك لم تتجاوز العشرون عاماً بالترويج لتطبيق سيئ السمعة وتحث الفتيات على الدخول عليه تحت اسم وكالتها، هذا التطبيق في البداية يسمح بدخول المحجبات وبعد ذلك يفرض عليهم قواعد صارمة لخلع الحجاب والتعري فيما بعد، مما أدى إلى تحرك النيابة العامة المصرية وقامت بالقبض على الفتاة ومن ثم تم الحكم عليها بالسجن لعشر سنوات كاملة لاتهامها بجريمة الاتجار بالبشر والحث على الفسق والفجور.



تعد جريمة الإتجار بالبشر منصوص عليها في النظام السعودي لمكافحة جرائم الإتجار بالبشر، حيث نصت المادة الثانية على “يحظر الاتجار بأي شخص بأي شكل من الأشكال بما في ذلك إكراهه أو تهديده أو الاحتيال عليه أو خداعة أو خطفه، أو استغلال الوظيفة أو النفوذ، أو إساءة استعمال سلطة ما عليه، أو استغلال ضعفه، أو إعطاء مبالغ مالية أو مزايا أو تلقيها لنيل موافقة شخص له سيطرة على آخر من أجل الاعتداء الجنسي، أو العمل أو الخدمة قسرا، أو التسول، أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق، أو الاستعباد، أو نزع الأعضاء، أو إجراء تجارب طبية عليه” بينما نصت المادة الثالثة على “يعاقب كل من ارتكب جريمة الاتجار بالأشخاص بالسجن مدة لا تزيد على (خمس عشرة) سنة، أو بغرامة لا تزيد على (مليون) ريال، أو بهما معا”.