الفروقات بين المؤسسات والشركات
إن عامة الناس في أغلب الأوقات لا يفرقون بين الشركة والمؤسسة ويستخدمون المصطلحين عوضًا كأنهما مترادفان ، ونتيجة لاستخدام مصطلح شركات أو مؤسسات بكثرة في مجالات الأعمال المختلفة مثل التعليم أو التجارة أو الصحة أو الإنتاج وغيرهم من المجالات فإنه لمن المهم للغاية أن نعرف الفرق بين المؤسسة والشركة ولذلك سنأخذ كلا منهما على حدة ونعرفه.
تعريف ومفهوم المؤسسة
إن المؤسسة في اللغة الإنجليزية تعرف باسم corporation وهي عبارة عن كيان ينشأ بشكل قانوني من قبل مجموعة من المشاركين أو الأفراد المساهمون وتعرف بأنها كبيرة الحجم وعبارة عن منشأة ومنظمة واسعة يملكها فرد واحد.
تعريف ومفهوم المؤسسة
حيث إنها ليس لها أي شخصية أو حتى كيان قانوني يجعلها مستقلة عن كيان وشخصية صاحبها ، كما أن المؤسسة لا تمتلك حق الادعاء القانوني ولكن شخص مالها هو من له هذا الحق.
تتميز المؤسسة بأنه لا يجوز الادعاء عليها هي بل يمكن الادعاء القانوني على مالها ، كما أنها لا تملك ذمة مالية مستقلة عن ذمة مالكها ، والضامن الوحيد في المؤسسة لمجموعة الدائنين في مجموع المال هو شخص واحد وهو مالك المؤسسة.
تعتبر المؤسسات صورة من صور السلوك إذ أنها تشير إلى الآليات التي قد تتحكم في سلوكيات الأشخاص داخل المجتمعات ، كما أن المؤسسة عادة ما يكون لها أهداف اجتماعية أكثر من الشركة ، حيث إنها تعمل في الأغلب على تنظيم التفاعلات الاجتماعية التي تندرج تحتها قواعد معينة ، ويمكن أن تعتبر الأسرة هي إحدى الصور الأولية عن المؤسسات.
إن التنظيم الاجتماعي للمؤسسات هدفه هو تحقيق الدمج بين عوامل الإنتاج المتنوعة وهذا من أجل تبادل وإنتاج المنتجات والخدمات المتنوعة ، كما إن معظم المؤسسات الموجودة في المجتمع تكون غير رسمية مثل العادات والتقاليد أو الأنماط السلوكية هذا بالإضافة إلى أن وجود المؤسسات الرسمية تم إنشاؤه من جهة الحكومة أو الخدمات العامة.
مفهوم وتعريف الشركات
يمكن من تعريف الشركة أن نعرف الفرق بين المؤسسة والشركة إن الشركة كما تسمى باللغة الإنجليزية company هي المنشأة التي تتخصص في الأعمال وتساهم في الحصول على الأموال من خلال بيع المنتجات المتنوعة أو توفير خدمات مختلفة ، كما تعرف الشركة بأنها العمل التجاري الذي يقوم على البيع أو الشراء للخدمات أو السلع.
كل هذا يهدف بالطبع إلى تحقيق المال ، كما تعرف الشركة بأنها هي الكيان القانوني الذي يقوم الكثير من الأفراد على تشكيله من أجل المشاركة في إحدى المشاريع الصناعية أو التجارية ومن ثم تشغيله.
إن تأسيس الشركات وتنظيمهم يقوم على طرق تكفل التعامل مع الأمور الضريبية والمسؤوليات المالية ، كما أن الشركة تتمتع بذمة مالية وشخصية قانونية مستقلة ، وتعمل تحت مبدأ هيكل الملكية أو الشراكة ، ويتواجد منها أنواع، مثل: ( الشركات العامة أو الخاصة )، إذ يتميز كلا منهما بهياكل عمل مختلفة وقواعد ولوائح ومتطلبات ونظام مختلف من أجل إعداد وتنفيذ التقارير المالية المختلفة.
أنواع المؤسسات
يمكن أن تساعدنا معرفة أنواع المؤسسات في معرفة الفرق بين المؤسسة والشركة بشكل أوضح ، حيث يتم تصنيف المؤسسات على حسب طبيعة النشاط الذي تقوم بممارسته وفيا يلي سنوضح لكم التصنيفات المختلفة للمؤسسات
مؤسسات صناعية إن نشاط هذا النوع من المؤسسات صناعي بحت إذ أنها تعمل على تحويل مواد أولية إلى سلع نهائية وتدخل في صناعة سلع أخرى مختلفة عنها.
المؤسسات الخدمية إن هذا النوع من المؤسسات يختص بتأدية الخدمات مثل شركات النقل.
المؤسسات الفلاحية إن هذه المؤسسات تختص بالقيام بأنشطة في ميدان المجال الزراعي أو الفلاحي لنكون أكثر دقة.
المؤسسات التجارية إن هذا النوع من المؤسسات يختص بعمليات الشراء وعمليات البيع لكن دون القيام بأي إدخال أو أي تحويل على السلع.
المؤسسات العمومية هذا النوع من المؤسسات يرجع رأس مالها بشكل كامل إلى الدولة حيث إن السلطة العمومية هي التي تتولى مهمة الإشراف على تنظيمها.
المؤسسات النصف عمومة هذا النوع تقوم السلطة العمومية على المساهمة فيه بشكل شبه جزئي هذا بالإضافة إلى وجود مراقبة تسيير محدودة في حد ذاتها.
المؤسسات الخاصة هذا النوع من المؤسسات التي يمتلكها الأفراد حيث إن الدولة لا تتدخل بأي نوع من المساهمة بأي كحصص في رأس مال المؤسسة.
أنواع الشركات
هناك عدة أنواع من الشركات تساعدنا في معرفة الفرق بين المؤسسة والشركة ألا وهي:
شركات التوصية
تشمل شركات التوصية فريقين ، الفريق الأول متضامن أما الفريق الثاني فهو موصي ، ونجد أن المتضامن مسئول عن ديوان شركة التوصية في ماله الخاص على حسب نصيبه منها ، على العكس تمامًا من الموصي الذي لا يعد مسئولًا عن أي شيء بخصوص ديون الشركة.
الشركات ذات المسؤولية المحدودة
تتكون الشركات ذات المسؤوليات المحدودة من شخصين أو أكثر وتكون مسئولية الشريك فيها عن ديونها وخسائرها وكل التزاماتها وتقر خسائرهم بمقدار حصة كل شخص في رأس المال ، كما إن حصة الشريك تنتقل مباشرة إذا توفى إلى ورثته أو من يوصي لهم بأي جزء من الحصة أو بالحصة كلها ، ويجب ألا يزيد عدد الشركاء في تلك الشركة عن خمسين شريك.
الشركات المساهمة
إن هناك تشابه كبير بين الشركة ذات المسؤوليات المحدودة وشركات المساهمة ، كما إن أسهم شركات المساهمة تتداول ولا يتم في الشركات المساهمة اشتراط توقيع المساهمين على عقد الشركة أو حتى معرفتهم لبعضهم البعض.
أهم الفروق بين الشركة والمؤسسة
يمكن أن نستخلص الفرق بين المؤسسة والشركة من التعريفات والمفاهيم السابقة في النقاط التالية مع إضافة بعض الأمور عليها يتضح الفرق بين المؤسسة والشركة في العمليات التي يشتغلون بها أو يقومون باستخدامها من أجل التعامل مع الهيكل أو النظام أو الموارد أو الأنشطة ، فنجد أن المؤسسة هي آلية يشتغل بها النظام الاجتماعي حي أنها تمكنه من التحكم في سلوك مجموعة من الأشخاص داخل إحدى المجتمعات ، بينما يتم تعريف الشركة بشكل مختلف عن هذا.
حيث إن الشركة هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص أو الأفراد الذين يشتركون سويًا من أجل تحقيق هدف معين مشترك بينهم وذلك عن طريق تنظيم مهاراتهم في استخدام الموارد المتاحة بشكل كلي من أجل تحقيق الأهداف.
يوجد الكثير من الفروقات التي تتضح لنا بين مؤسسي الشركات وبين مؤسسي المؤسسات في بيئة العمل ، إذ تختلف عن بعضها البعض على أساس الإجراءات التي تستخدم في تأسيسها وكذلك في خصائصها العامة والأهداف التي تسعى إلى بلوغها.
تعتبر المؤسسات في الأصل من أنواع الشركات لكنها تتميز بكونها ذات طابع منفصل وقانوني ، كما تختلف الشركات عن المؤسسات في هذه النقطة تحديدًا لهذا فإنه لمن الصعب أن نحاول تغطية كافة الفروق الشاسعة والدقيقة التي تتميز بها إحداها عن الأخرى.
الفرق من حيث التأسيس
إن تأسيس المؤسسة يعتمد على مجموعة من الإجراءات ومن هذه الإجراءات ما يلي:
- أن تحصل المؤسسة على الوثيقة الخاصة بها من السجل التجاري.
- أن توفر وثيقة إيجار أو ملكية لمكان أو موقع المؤسسة هذا بالإضافة إلى الإذن الخاص بالمخطط التنظيمي أو نسخة عن الأشغال.
- أن يتم تقديم هوية الحالة المدنية أو حتى على الأقل جواز السفر والذي يعتبر أيضًا إثبات شخصية.
- أن يقوم الشخص المسئول عن تأسيس تلك المؤسسة بالتوقيع على نموذج تسجيلها ونموذج لاختيار القطاع التجاري.
أما تأسيس الشركة فيعتمد على إجراءات مختلفة وأهمها ما يلي:
- القيام باختيار اسم للشركة وهو اسم خاص بها مميز ولا يكون مشابهًا لأسماء شركات أخرى أو أي نشاط تجاري آخر.
- القيام بتحديد طبيعة أعمال الشركة ، حيث يتم اتخاذ القرار حول طريقة عمل الشركات في بيئة العمل.
- معرفة الالتزام القانوني المترتب على الشركة حيث إنه من الضروري على أصحاب الشركات أن يقوموا بالتعرف على المتطلبات القانونية التي تخص الشركة وأن يكونوا حريصين أشد الحرص على الوفاء بكل الالتزامات المترتبة عليها وبطريقة جدية وصحيحة.
الفرق من حيث الخصائص
إن خصائص المؤسسات هي المميزات التي تتمتع بها في كل عمل تقوم بها ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:
- إن كل مؤسسة تمتلك شخصية اعتبارية وقانونية خاصة بها وحدها ومستقلة عن أصحابها والعاملين فيها.
- تعد المؤسسة عبارة عن وحدة اقتصادية في القطاع الاقتصادي في الدولة.
- إن المؤسسة تحاول طوال الوقت أن تقدم العديد من الأهداف وتنجزها سواء كانت أهداف نوعية أو أهداف كمية.
- إن الهدف الرئيسي الذي تسعى أي مؤسسة في العالم الوصول إليه هو المقابل المادي الجيد ، كما إن المؤسسة تحاول تنفيذ نشاط يعتمد الأساس على أساس المواد المالية.
أما الخصائص التي تتمتع بها الشركات في بيئة العمل فأهمها ما يلي ذكره:
- إن الشركة تعد لها كيان قانوني وإن هذا الكيان القانوني يتمتع باستقلالية خاصة تمامًا عن أعضاء الشركة بل وحتى المؤسسين لها ، كما يجوز أن تتم عمليات الشراء أو البيع أو حتى المشاركة في صفقات وكل ذلك من خلال اسم الشركة فقط.
- إن من أهم مميزات الشركة وخصائصها هي أنها ستظل موجودة وبشكل مستمر عمومًا مهما غيرت هي ملكيتها من شخص إلى آخر فهما هناك خلاف حوله.
الفرق من حيث الأهداف
يمكن أن يتضح لنا الفرق بين المؤسسة والشركة من خلال أهداف كلا منهما ، فنجد مثلا أن أهداف المؤسسة التي تسعى إلى تنفيذها تشمل على ما يلي:
أهداف المؤسسة
تحقيق الأرباح ، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية لأنه هو ما يضمن استمراريتها.
يحتاج في البداية تحقيق أقل الأرباح حتى تتمكن من الحفاظ على استمرارية المؤسسة ، كما تشمل أهداف المؤسسة العمل على زيادة قيمة رأس المال الخاص بالمؤسسة ورفع وتطوير نشاطها ، كما أن تحقيق الأرباح يؤهلها لمنافسة المؤسسات التي تختص في نفس المجال.
تهدف أيضًا المؤسسة إلى توفير الأجور المناسبة حيث إنها تجعل الموظفين من أول المستفيدين من النشاطات التي تمارسها المؤسسة على الرغم من أن مرتبات الموظفين تتراوح بين الانخفاض والارتفاع ، كما إن توفير الأجر المناسب يعتمد بشكل أساسي على طبيعة مجال المؤسسة والظروف المعيشية في المجتمع ككل والمؤثرات والعوامل الخارجية التي تؤثر على نشاط المؤسسة وكذلك ربحها.
تتميز المؤسسة بتطبيق سلوكيات تؤثر على الثقافة السائدة في المجتمع فنجد أن دور المؤسسة يتمثل في تقديم التدريب لكلا من الموظفين الجدد والموظفين الحاليين على حد السواء ، ويفيد ذلك في القدرة على مواكبة التطورات السريعة التي تحدث في شتى أساليب الإنتاج وأدواته.
تهدف المؤسسة للبحث عن الوسائل العلمية الإنتاجية حيث تريد أن تكون المؤسسة مواكبة لعصر التكنولوجيا وتهدف إلى زيادة تدعيم تحقيق نسب عالية من الأرباح والتي من الممكن أن تلائم حجم المؤسسة.
تهدف المؤسسة إلى خدمة الزبائن حيث إنها تحب أن تقيس مدى رضا العملاء عنها وجود وأسعار السلع والخدمات التي تقدمها لهم ، كما تهدف إلى تقليص الوقت المخصص لتوفير كل منتجات ومتطلبات الزبائن ، وتهدف إلى السرعة في الاستجابة على جميع آراء العملاء واستفساراتهم المختلفة حول أي خدمة أو سلعة تقدمها لهم المؤسسة.
أهداف الشركة
تسعى الشركات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية بالنسبة لها ويمكن من خلالها معرفة الفرق بين المؤسسة والشركة ومن هذه الأهداف ما يلي:
تهدف الشركات إلى جني الأموال فمديري الشركات هم أصحاب الدور الذي يتم من خلالهم وضع الخطط والأهداف المالية الخاصة بكل شركة ، كما يلزم أن تكون أهداف الشركة واقعية حتى يستطيع قياسها ، وعلى سبيل المثال من أهداف الشركات الزيادة في الإيرادات وفي أرباح الشركة.
تسعى الشركات إلى توفير قياس لصناعة الشركة وحت تعرف مدى نجاح مبيعات الشركة أمام الشركات المتنافسة ، كما تهتم الشركة بالتركيز على الطرق التي تعمل على مساعدة الشركة في رفع حصتها في السوق والتسويق الجيد لعلامتها التجارية ، فعلى سبيل المثل سعت إحدى الشركات إلى التقليل من التكاليف مقارنة مع المنافسين وذلك لجذب مشترين آخرين.
فلدي الشركة أهداف أخرى تتعلق بالموارد البشرية أو الهيكل التنظيمي والقضايا التي تخص شؤون المواطنين كما تسعى للاهتمام بالأهداف الخاصة بالجوانب التدريبية والتطويرية ، وتسعى أيضًا إلى تحسين معدل الإنتاج من خلال تطبيق البرامج التدريبية داخل بيئات العمل المختلفة والمتنوعة.
الفرق في الملائمة والحجم
إن الفرق بين المؤسسة والشركة يتضح لنا هنا أيضًا في تلك النقطة ، حيث إن المؤسسات في معظم الأمر تكون أكبر حجمًا من الشركات ، كما إن هيكل المؤسسة قد يكون قابل لأن ينفذ لكنه الكسل ، وهناك بعض الشركات التي أحيانًا تكون كبيرة في الحجم والبعض الآخر لا ، حيث تقوم الشركة بالإتجار خارج البلاد وقد يكون من الصعب أن لم يكن مستحيل على الشخص أن يكون له وجود في بلدان أخرى.
الفرق في هيكل الملكية
إن الاختلاف بين حجم الشركة والمؤسسة قد يختلف على ملكية المؤسسات عن الشركات ، حيث إن الشركة المملوكة عادة ما تكون مملوكة فقط لعدد من المساهمين وقد يكون المالك شخص واحد ، ونلاحظ أن الشركة يعتبر فيها المساهمون هم المديرون الرئيسيون أو الوحيدون لها ، كما إن هيكل تنظيم الشركة يشير إلى الوضع القانوني لها ويوضح طبيعة هيكل الأعمال.
إن هيكل الأعمال سواء للشركات أو للمؤسسات يأخذ أشكال متعددة لكن الأكثر انتشارًا هو هيكل الملكية الفردية أو الشراكة.
نشير أيضًا إلى أن التسلسل الهرمي للشركة يختلف بشكل كبير عن التسلسل الهرمي للمؤسسة حيث يرتبط هذا الاختلاف باختلاف مجال الشركة أو المؤسسة وكذلك عدد العاملين والمشتركين في المنظمة ، كما تختلف الأسماء التي تطلق على جوانب معينة في المؤسسات عنها في الشركات فعلى سبيل المثال يقال الشركة المحدودة أو الشركة المدمجة أو الشركة العامة وهلم جرًا.
ختاما:
ننصح في التعامل مع مكتب المحامي محمد اليزيدي للمحاماة للحصول على أفضل الخدمات الإستشارية.